تواجه دبي عدداً من التحديات مع سعيها إلى جذب الزوار في أعقاب أزمة الائتمان. وتعتبر تكلفة الإقامة في الفنادق أحد أكثر العوامل التي تلقي بظلالها على صناعة السياحة في دبي. وجاءت دبي في المرتبة الأولى عالمياً من حيث متوسط سعر الغرفة في أكتوبر، وقدره 375 دولار خلال الشهر، وفقاً لتقرير صادر عن إس تي آر جلوبال.
وقال محللون إن فنادق دبي كانت قادرة على تحقيق مستويات إشغال وصلت إلى 82.8% في أكتوبر على الرغم من ارتفاع الأسعار، لكنهم يتوقعون انخفاض هذه النسبة. فقد بدأت بعض الفنادق في الإمارة بطرح عروض خاصة وخصومات تصل إلى 30% أو أكثر لجذب الزوار.
أضاف انخفاض اليورو والجنيه أمام الدولار ضغوطاً أخرى على السياحة في دبي. ووفقاً لأليكس كيرياكيديس، الشريك الإداري العالمي للسياحة والضيافة والترفيه في شركة ديلويت فقد انخفضت قيمة اليورو والجنيه الإسترليني بنسبة 20 - 25% مقابل الدولار في غضون الأشهر الثلاثة الماضية. وأضاف إن تكلفة الإقامة في فنادق دبي ارتفعت بنسبة 20 - 25% بالنسبة للزوار من أوروبا بسبب ارتباط الدرهم بالدولار.
ولا تبدو التوقعات لسفر الترفيه في دبي وردية على المدى القصير بسبب ما سبق ذكره بالإضافة إلى حقيقة أن العديد من السياح في الأسواق الرئيسية المغذية لدبي، مثل المملكة المتحدة والعديد من البلدان الأوروبية الأخرى يعانون من ضغوط كبيرة على الإنفاق بسبب ضعف اقتصادات بلادهم واحتمال فقدانهم للوظائف.
انخفاض سفر الأعمال
يقول خبراء في قطاع السفر في دبي إنه من الصعب تحديد ما إذا كان هناك انخفاض في سفر الأعمال في أعقاب أزمة الائتمان الطاحنة، ويعود ذلك جزئياً إلى تباطؤ سفر الأعمال في مثل هذا الوقت من العام. ولكن، يبدو أن هناك توافق في الآراء على أن سفر الأعمال سيتباطأ في الربع الأول من العام المقبل.
ويتوقع بيل هارسلي مدير عام الفطيم للسفر في دبي، أن تقوم العديد من الشركات باعتماد سياسة السفر الضروري فقط، وإصدار تعليمات لموظفيها بالسفر عبر الدرجة الاقتصادية بدلاً من درجة رجال الأعمال. من المحتمل أن تقوم الشركات بتخفيض عدد رحلات الأعمال إلى أوروبا رغم تواصل السفر في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال جيف ستراشان، مدير المبيعات والتسويق في ماريوت انترناشيونال في الشرق الأوسط وإفريقيا قد يتسبب انخفاض نسبة الإشغال في الفنادق إلى قيام الفنادق باستهداف قطاعات معينة لم تكن لتستهدفها في الأيام العادية. وأضاف قد تبدأ الفنادق الشاطئية التي شهدت انخفاضاً في أعداد المسافرين لقضاء أوقات الفراغ باستهداف سوق سفر الأعمال.
دبي لاند تواجه نكسات
كان من المتوقع أن تحصل السياحة في الإمارة على دفعة كبيرة من دبي لاند، ولكن يبدو أن المشروع البالغة كلفته 64 مليار دولار سيعاني من تأجيل وتخفيض في الحجم.
كان المشروع الذي أُطلق عام 2003، يتألف من 45 مشروعاً عملاقاً، و200 مشروعاً فرعياً ولكن لم يبدأ العمل بعد في كثير من هذه المشاريع. ويُعتبر التأخر في استكمال البنية التحتية الأساسية والطرق من أهم الأسباب التي كانت وراء تأخر المشروع عن موعده.
وتلقّى مشروع دبي لاند ضربة أخرى وهي أزمة الائتمان العالمية التي أثارت تساؤلات حول كيفية تمويل هذه المشاريع. أحد المشاريع التي يُقال إنها تأخرت بسبب أزمة لائتمان هو مشروع فندق آسيا -آسيا أكبر فندق في العالم والذي سيضم حوالي 6500 غرفة، وسيكون أساس مشروع بوادي في دبي لاند.
ومع تلك التحديات والأخطار الكبيرة، يقوم المطورون وراء مشروع دبي لاند باتخاذ خطوات حثيثة لتسليم عدد كبير من المشاريع في أقصر إطار زمني ممكن للمساعدة في إعطاء بعض الزخم للمشروع وجذب الانتباه له. يُذكر أن المطورين وراء مشروع دبي لاند قد تَولّوا بعض المشاريع التي تأخرت عن موعدها إضافة إلى بناء الحدائق بأنفسهم.
لكن بالرغم من حدوث تأخير في مشروع دبي لاند، إلا أن هناك أمل في أن يكون المشروع ناجحاً. وقال كلود عطالله المدير التنفيذي لتطوير الأعمال لدى شركة نورث كورس الشرق الأوسط، إن دبي ستبقى قادرة في الوصول إلى هدفها وهو جذب 15 مليون سائحاً سنوياً بحلول عام 2015 حتى لو تم تقليص حجم مشروع دبي لاند.
تمتلك الإمارة عدد كبير من عوامل الجذب السياحي الأخرى التي إما تم بناؤه بالفعل أو في مراحل التطوير، بما في ذلك فندق أتلانتيس و(كيو إيه 2). وأشار إلى أن لاس فيغاس تجتذب 44 مليون سائح سنوياً، رغم أن 30% من السياح يذهبون هناك من أجل المقامرة. أما نسبة ال70% المتبقية من السياح فهم زائرون للأسر. وأضاف عطالله إنه لا يجب أن ننسى وجود أكثر من 300 مليون شخص يعيشون بالقرب من دبي، ولذلك يوجد هناك ما يجذب المسافرين.
